إصدارات.. نظرة أولى
في زاوية “إصدارات.. نظرة أولى” نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين العلوم الاجتماعية والسياسية والتاريخية والسينما والفلسفة والأنثروبولوجيا والنقد والشعر.
“كمين غسّان كنفاني: كيف تعقّب النص تاريخه وأدركه” عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً للباحث محمد نعيم فرحات عن “منشورات العائدون”. يتتبّع المؤلّف كيف التقط الروائي الفلسطيني (1936 – 1972) اللحظة التاريخية لتأسيس المقاومة في الستينيات، من خلال قراءة أعماله الروائية والقصصية التي تصوّر مفهوم الجماعة الفلسطينية وصعودها وانكساراتها كما صوّرها كنفاني في تناوله فكرة القبول بالموت، وشروط المنفى، وتبنّي المقاومة كخيار ممكن وواعٍ لتغيير الواقع، والتي يُفسّرها الكتاب مُستنداً إلى علم اجتماع الثقافة، وحقل العلاقة بين النص والتاريخ.
عن منشورات “شفابه فيرلاغ”، صدر مؤخَّراً، باللغة الألمانية، الجزء الأوّل من موسوعة “الفلسفة في العالم الإسلامي”، وهو عمل جماعي تشرف عليه الباحثة الألمانية أنكي فون كوكلكن. يتناول الجزء الأول القرنَين التاسع عشر والعشرين، فيما تعود الأجزاء الأُخرى إلى الفترات السابقة، وقد جرى تغيير الترتيب الزمني لكثرة الأبحاث في العصور الإسلامية القديمة باللغات الأوروبية مقابل ندرة الكتابات البحثية حول الفلسفة العربية المعاصرة. يُذكر أن المشرفين على الموسوعة قد أشاروا بأنها تكتمل في أربعة أجزاء على مدى 15 سنة من الكتابة والتجميع والتحرير.
تُقدّم الصحافية السورية سميرة المسالمة في كتابها “الانهيار السوري؛ الصراع على السلطة والدولة والهوية”، الذي صدر حديثاً عن “منشورات ضفاف”، شهادةً حول واقع المعارضة في بلادها منذ الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عام 2011، حيث تمزج بين الذاتي والموضوعي، مستعيدةً تجربتها كرئيسة تحرير لجريدة “تشرين”، وصولاً إلى تقديم استقالتها، ومغادرتها سورية، لتعلن انحيازها إلى ثورة شعبها، سواء عبر كتاباتها أو انخراطها في الأطر المعارضة، كما تصف التأثيرات الإقليمية والدولية في مسار الصراع السوري، والأدوار التي لعبتها كلٌّ من روسيا وتركيا وإيران.
عن “منشورات جامعة كولومبيا”، صدرت حديثاً النسخة الإنكليزية مِن كتاب “الموسيقى في السينما” للملحّن والكاتب الفرنسي ميشيل شيون (1947) بترجمة وتحرير كلوديا غوربمان. يعود الكتاب إلى المؤلّفات الموسيقية الأولى التي رافقت الأفلام الصامتة في بداياتها خلال العقد الأخير من القرن التاسع عشر، وكيف أثّرت موسيقى الجاز والروك عليها في فترة لاحقة، بعد أن طغت الموسيقى الأوركسترالية، وغدت الموسيقى جزءاً أساسياً من التقاليد السينمائية وأحد أهم عناصر الفيلم الحديث، كما يتتبّع مجموعة من التنظيرات حولها، وكيف ساهمت في تطوُّرها.
عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”، صدر قبل أيّام كتاب “الاتحاد الأوروبي والمنطقة العربية: القضايا الإشكالية من منظور واقعي” للباحث أحمد قاسم حسين. يضمّ العملُ قسمَين؛ يتناول الأوّلُ جذور عملية التكامُل الأوروبي منذ الحرب العالمية الأولى وحتى تأسيس الاتحاد، وما سبقه وما تبعه من اتفاقات، مفصّلاً في مؤسّساته واختصاصاتها وآليات عملها. ويعرض الثاني دور الاتحاد، بوصفه فاعلاً دولياً طامحاً مع المنطقة العربية، في أربع قضايا أساسية هي: الديمقراطية، والقضية الفلسطينية، والأزمة الخليجية، والهجرة السرّية.
بترجمة لطيف شنهي، يصدر هذه الأيّام، عن “دار خطوط وظلال”، كتاب “مَلِك العالم” للمفكّر الفرنسي رينيه غينون (1886 – 1951)، وفيه يتناول مفهومَ “التقليد البدئي” بوصفه أصل كلّ التقاليد الدينية في العالَم، والتي تسعى جميعُها – رغم اختلافاتها الظاهرية – إلى الحقيقة نفسها: إدراك الهدف النهائي من الوجود وماهية الهويّة المتعالية التي تتحكّم في مصيره وتضبط إيقاع حياته. يذهب غينون إلى أنَّ ظهور مراكز دينية في العالم، مثل روما والقدس ومكّة في أماكن وفترات تاريخية بعينها ليسَ أمراً اعتباطيّاً، بل هو محدَّد بقوانين دقيقة.
عن “دار نوفل”، صدر حديثاً كتاب “لبنان: الكيان المهزور” لمحسن دلول ويوسف مرتضى. يتساءل المؤلّفان عن مصير ودور لبنان في الخريطة الجيو- سياسية الجديدة للمنطقة انطلاقاً من الواقع المزري الذي يعيشه اللبنانيّون، والذي يترافق مع تطوّرات “دراماتيكية” في المنطقة، أبرزُها اتّساع دائرة التطبيع العربي مع “إسرائيل”. للإجابة عن السؤال، يعود الكتاب إلى ظروف نشأة دولة لبنان الكبير وما رافقها من أحداث ومن اعتماد لآليّات حُكم، وكيف تفاعلت مع قضايا المحيط من نكبة فلسطين حتّى “صفقة القرن”، وما يترتّب على قوى التغيير في ضوء ذلك.
بترجمة الباحث المغربي فريد الزاهي، صدرت مؤخّراً النسخة العربية من كتاب “الضحك: أنثروبولوجيا الإنسان الضاحك” لعالم الاجتماع الفرنسي دفيد لوبروتون عن منشورات “معنى”. صدر العمل لأوّل مرة في عام 2018 بالفرنسية، وهو لا يبتعد عن دائرة أبحاث لوبروتون حول الجسد ومواقعه من النظام الاجتماعي والرمزي. من أبرز مؤلّفات عالم الاجتماع الفرنسي: “الجسد والمجتمع” (1985)، و”وداع الجسد” (1999)، و”في مديح المشي” (2000)، و”سوسيولوجيا الجسد” (2002)، و”أنثروبولوجيا الألم” (2006)، كما أشرف على إصدار “قاموس المراهقة والشباب” (2010).
صدرت حديثاً، لدى “منشورات جامعة كولومبيا” في نيويورك، النسخة الإنكليزية من كتاب “دوستويفسكي، أو فيضان اللغة”، للكاتبة والمحلّلة النفسية البلغارية الفرنسية جوليا كريستيفا (1941)، بترجمة جودي غلادينغ وتقديم رووان ويليامز. تتّخذ كريستيفا زاويةَ قراءة شخصية، حيث تروي دور الروائي الروسي في تشكيل مسارها، كما تقدّم تحليلاتٍ لنصوصه وحياته وتتوقّف عند سياق تلقّيه المعاصر. صدر العمل بالفرنسية ربيع 2020، ضمن سلسلة “كتّاب حياتي” التي تدعو فيها دار “بوشيه شاستل” كتّاباً معروفين للحديث عن مؤلّفين أثّروا فيهم.
عن “دار التنوير”، صدر حديثاً كتاب “فلسفة أبيقور (مع ترجمة الرسائل والحكم)” لجلال الدين سعيد. يقدّم أستاذ الفلسفة التونسي (1954) الخطوط الرئيسية في فِكْر الفيلسوف اليوناني (341 أو 342 ـ 270 قبل الميلاد) المتمركز حول هدفٍ: الوصول إلى حياة سعيدة، مشيراً إلى دور كلٍّ من التحرّر من الخوف من الموت، وضرورة وجود الأصدقاء، مع غياب الألم، والاكتفاء الذاتي، وحصْر الرغبات في ما هو ضروري، لتحقيق هذا المسعى. ويستخلص المؤلّف تقديمه من القليل ممّا تبقّى من كتابات أبيقور، أي من رسائله وشذراته التي يقدّمها في ترجمةٍ جديدة.
عن منشورات “نوس”، صدرت حديثاً نسخة مزدوجة اللغة، فرنسية ـ إنكليزية، من ديوان “صمتٌ يُفتَتح” للشاعرة الأميركية آمي كلامبيت (1920 ـ 1994)، بترجمة غائيل كوغان وتقديم كاليستا مكراي. يمثّل العمل آخر ما نشرته كلامبيت، حيث صدر سنة رحيلها، وفيه تعود الشاعرة إلى عدد من مواضيعها الأثيرة، مثل الطبيعة في حضورها الآن وهنا، والمنفى والهجرة والانتماء، والطفولة. رغم أنها واحدة من أبرز الشعراء الأميركيين المعاصر، إلّا أنّ الكتاب يمثّل ثانيَ عمل يصدر لكلامبيت بالفرنسية؛ أمّا في اللغة العربية، فالشاعرة ما تزال غير مترجَمة.
Comments are closed.