البحر
(إلى ليرا)
كَتَبْتُ لها: “إذا ما ذهبتِ في نزهة على الأقدام،
التقطي صورةً للبحر، وأرسليها مع الأمتعة”،
فأجابت: “سأُخبرُكِ
إذا ما وافق. ولكن لاحقاً”.
“ليس لاحقاً، يا عزيزتي، ليس لاحقاً!
لاحقاً، لا يحدثُ، أحياناً، على الإطلاق،
اركضي على الصخور، الآن، خلال النهار.
في الليل، البحر لا يحبّ المواضيع الجادّة”.
ارتدَتِ الفستانَ والجزمةَ الطويلة والشبابَ
وانطلقتْ في رِحلةٍ بالحافلة إلى فيولينت**.
وهناك، على حافّة برْد العاصفة
صوَّرَت البحر، صوَّرَت عنصرَه المشؤوم.
أكثر فأكثر، تنبضُ الأفكار على الصخور.
صورةً بعد صورة – توَقّف، أيها الزمن، توقَّف. توقَّف.
في عدستها، تبقى نبضاتُ الروح،
ويذوب في الصوَر الحماسُ والضياعُ والعواءُ.
في الصوَر – شغفُها الذي لا يعرف الكَلَل، وإخلاصُها،
وقلبُها الحسّاس، وحماسُ الشباب للّعِب،
وللحياة وللزمان.
“يا ريتا، أرسلتُ لك البحرَ…
احفظيه، من فضلك، حتى الربيع”.
06. 02. 2022
* ترجمة: تحسين رزاق عزيز
** فيولينت: رأس بحريّ على الساحل الجنوبيّ الغربيّ لشبه جزيرة القرم
ريتا أودينوكوفا
Comments are closed.