“الخريطة اللسانية الأمازيغية” في الجزائر: خطوةٌ أُولى
رغم اعتمداها لغةً وطنية ورسمية في الدستور الجزائري وبدء تدريسها في مختلف المراحل التعليمية منذ سنوات عدّة، إلّا أنّ البحث العلمي في حقل اللغة الأمازيغية، بلهجاتها الكثيرة المختلفة والمتباينة، لا يزالُ في مرحلته الجنينية، ومن مظاهر ذلك غياب خارطة لسانية دقيقة ومحكّمة لها.
ابتداءً من اليوم السبت، وعلى مدار ثلاثة أيام، تحتضن دار الثقافة في مدينة أدرار، جنوب الجزائر، أشغال ملتقىً عِلميّ وطنيّ حول “الخريطة اللسانية الأمازيغية في الجزائر”، بتنظيم من “المحافظة السامية للّغة الأمازيغية”، وبمشاركة قرابة ثلاثين باحثاً وأكاديمياً من جامعات جزائرية مختلفة.
تتوزّع مداخلات الملتقى، الذي يُعقَد بالاشتراك مع “الأكاديمية الأفريقية للّغات”، ضمن مجموعةٍ من المحاور الأساسية؛ هي: “واقع التعدُّد اللساني في الجزائر وآفاق البحث العلمي الأكاديمي”، و”الخريطة اللسانية في الجزائر: جرد وإحصاء وتحديد المتغيّرات اللغوية الأمازيغية في الجزائر”، و”الأطلس اللساني للمتغيّرات اللغوية الأمازيغية المتداوَلة في الجزائر”، و”التصنيف اللهجاتي للمنطوق الأمازيغي في الجزائر”، و”السياسة اللسانية في الجزائر من خلال التشريعات والنصوص القانونية”، و”جهود الدولة في ترقية المكونات اللسانية للهوية الجزائرية”.
ويندرج الملتقى العِلمي، بحسب بيان للمنظّمين، في إطار “إعداد الخارطة اللسانية الأمازيغية التي ستظلُّ مرحلةً مهمّة ضمن تخطيط شامل يساهم في ترسيخ ترسيم الأمازيغية على أرض الواقع، حيث ستكون هذه الخطوات العملية بمثابة منصّة لبدء أي سياسة لغوية قائمة على معطيات علمية”.
وتعتبر “المحافظة السامية للغة الأمازيغية”، في بيانها، أنَّ “تحقيق خريطة لغوية دقيقة للأمازيغية بمشاركة المختصّين في هذا المجال من شأنه المساهمة في وضع استراتيجية فعالة لتطوير وتعزيز الأمازيغية في الجزائر وعلى المستويين المغاربي والأفريقي”.
حسن آيت آمغار
Comments are closed.