رائد
مرحبا رائد…
كيف هو حالك الآن؟
هل أنت راض؟
هل تشعر بالراحة؟
أود إخبارك أن جميع من خذلك، كتب عنك، واحتفى بك كما لم تتخيل من قبل، جميعهم يا رائد وبكل وقاحة!.
أعلم أنه أمر محزن بالنسبة لك ولا يعنيك الآن، لكني أتألم يا صديقي، وأُذبح تماما كما ذبحتك الحياة من الوريد إلى الوريد.
ثلاثة أيام وأنا أهرب من وسائل التواصل التي اكتظت فجأة بصورك وقصائدك… أهرب من خيبتك الممتدة. أهرب من صرختك المكتومة، وأوجاعك التي فتكت بك. أهرب وأردد: كل ماحدث محض مجازٍ انبثق من إحدى قصائدك، مجرد مجاز يخدم النص لا أكثر.
قلت لي ذات مرة بأن الحياة تلفظك كلما دخلتها. أجبتك بحنق كبير: من تكون هذه الحياة لتلفظ عظيما مثلك !؟
يبدو أنك من لفظها هذه المرة، وتخلص من سخافتها إلى الأبد…
الشعراء لا يموتون. أظنك تعرف هذا جيدا، فرغم موتاتهم العديدة، والتي لا يلاحظها أحد، تبدو موتتهم الأخيرة هي الأكثر تراجيدية على الإطلاق. كم يؤسفني ذلك يا صديقي، أن لا أحد يعرف في أي موته غادرناهم وقررنا الخلود في القصائد.
لا أستطيع النوم جيدا.
تؤرقني فكرة أن أموت وأنا بهذا التخبط والثقل في قلبي، ألفظ الحياة هكذا وبكل بساطة مثلما فعلت!
تؤرقني فكرة الكتابة لك بعد موتك.
أخشى أن أعلق صورتك وكلماتك.
أخاف جدا أن أعترف بموتك من دون قصد.
أتذكر تلك الوظيفة التي لطالما تمنيت أن تجدها، الوظيفة التي تناسب أديبا وإنسانا عظيما بحجمك. أخيرا وجدتها، عثرت عليها بعد بحث طويل، لكن القدر لم يمهلني بعضا من الوقت لأزف لك هذا الخبر الجليل.
وها أنا أخبرك الآن:
أمثالك وهجا وسماء لا نهائية أي وظيفة أخرى وأي صفة أخرى ستليق بك أكثر يا بروق القصائد أيها الرائد الخالد فينا.
اعياد عامر
Comments are closed.