“قرن من الإخفاق”: دولة بدون سردية مؤسسة
في الثقافة الفرنسية، كغيرها من الثقافات الغربية، يظل حضور البلدان العربية محكوماً بالصورة العامة التي تُبنى عنها من خلال وسائل الإعلام بالأساس، وهذه الأخيرة صورة مفرداتها الرئيسية هي الحروب والتشدّد والعنف، وفي أحسن الأحوال صورة سياحية، وجميعها صور غير متطابقة مع الواقع.
أن نعيد بناء تاريخ بلد بات مختزلاً في صورة خاصة أمر بات صعباً، وذلك حال العراق حين يُكتب عنه في منظومة النشر الغربية، ومن ذلك كتاب “العراق: قرن من الإخفاق” للباحث عادل بكوان، الصادر مؤخراً في باريس عن “منشورات تالاندييه”.
العمل أقرب إلى مجال التارخ السياسي، وقد كتبه مؤلفه بمناسبة مرور قرن على إنشاء العراق الحديث بعد خروجه من الاستعمار البريطاني. لكن هل يمكن اختصار مئة عام في ما يقوله العنوان؟
يدعم المؤلف وجهة نظره من خلال القول بأن العراق فشل في اكتساب مقوّمات الدولة الحديثة، ويعود ذلك بسبب رسم حدود اعتباطي وقت تقسيم الامبراطورية العثمانية.
يرى المؤلف أن العراق قد افتقد أيضاً “سردية مؤسسة” كالتي عرفتها البلدان التي نجحت في تأسيس نموذج الدولة الأمة، وهي أوروبية بالأساس، كما أن العراق لم يستفد من أي عنصر هوية جامع، لا اللغة ولا الدين ولا حتى الذاكرة الجماعية.
باريس
Comments are closed.