“مؤشرات التجديد في القصة القصيرة والقصة القصيرة جدًا.. صوفيا الهدار وصالح العطفي أنموذجا)
نظم اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة الجنوبية عدن فعالية ثقافية مساء الأحد 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020م، تحت عنوان: “مؤشرات التجديد في القصة القصيرة والقصة القصيرة جدًا.. صوفيا الهدار وصالح العطفي أنموذجا)، في مقر الاتحاد بمديرية خور مكسر في العاصمة الجنوبية عدن.
وبدأت الفعالية الثقافية الشاعرة صابرين الحسني، التي ادارت الفعالية، بالترحيب بجميع الحاضرين.
وسردت صابرين الحسني السيرة الذاتية للقاصين (صوفيا الهدار، وصالح العطفي).
بعدها، قام القاصين (صالح العطفي، وصوفيا الهدار،) بقراءة قصصهما القصيرة والقصيرة جدًا.
*مؤشرات التجديد في القصة القصيرة بعدن*
بدوره، تحدث الناقد الدكتور عبد الله الوبر باستفاضة عن مؤشرات التجديد في القصة القصيرة بعدن.
وقال: “أقدم قراءة تبرز بعض مؤشرات التجديد في القصة القصيرة بعدن، والتمهيد لقراءة أعمق في النتاج القصصي يمكن أن يفضي إلى دراسة أكاديمية حول (مظاهر التجديد في القصة القصيرة).. فإذا كانت القصة القصيرة بعدن وما حولها في زمننا الراهن تحظى باتصال ومواكبة للإبداع العربي، فما حالها مع القصة اليمنية والجنوبية على وجه التحديد؟”.
وأضاف: “هذا السؤال يجعلنا نلتفت إلى علاقات الأجيال القصصية، إذ من خلالها يمكن الوقوف على التغير في المسار القصصي من أجل ذلك نستعرض بإيجاز مسيرة القصة وعلاقة الجيل بالجيل الذي قبله”.
وتابع: “ظهور القصة القصير في عدن كان قبل عام 1950م إذ في هذا العام يشار إلى محمد سعيد مسواط بحسب بعض المقالات المنشورة في المواقع منها مقال إبراهيم أبو طالب الذي يفيد بأنه تم نشر قصة (انا سعيد) المدرس الذي يستلم المشاهرة، تتناول القصة يوم تسلم المرتب الشهري. ولمحمد سعيد مسواط أيضا قصة رائعة هي (أنا الشعب) نشرها عام 1954م، وهي قصة سياسية بامتياز، أعطت إيحاءات بضرورة التخلص من الاستعمار انتجت تلك المرحلة قصصا على يد شباب هم جيل التأسيس لكتابة القصة الناضجة في بداياتها”.
واستطرد: “فمن المنظور التاريخي أخذت القصة القصيرة تخطو خطواتها الأولى على أعمدة الصحف والمجلات وسطرت شهادة ميلادها، ما أسهم في فتح شهية الكتاب والمبدعين لمواكبة الواقع وإرشاد المجتمع نحو الفضيلة والعلم، ومنها القصة السياسية التي رسمت ألوان المقاومة وحب الوطن والتوق إلى التحرر من الاستعمار، ومرحلة أخرى هي مرحلة التطور حيث انتشرت كتابة القصة بين الشباب بشكل ملحوظ بل لم تشهد الساحة الأدبية حتى اليوم انتاجا أغزر منها، هي مرحلة السبعينيات من القرن الماضي وقد وسمت بالمرحلة الذهبية للقصة القصيرة، من ذلك قصص أحمد محفوظ عمر (الإنذار الممزق) 1960م التي سبقت الاستقلال ثم ظهرت بعد الاستقلال القصص التي تتناول القضايا الاجتماعية والتربوية مثل (بكارة العروس) لميفع عبدالرحمن”.
وأكمل: “مرحلة التدوين الرقمي حيث يظهر التجديد القصصي في خضم التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية المتسارعة التي تلتف لها الأعناق لمتابعة رصد سرعتها، ومن ذلك تطور النص القصصي والروائي والفنون والآداب عموما، ذلك أحدث قطيعة بينه وبين الجيل القصصي السابق له، كما أن القصة القصيرة بعدن ليست معزولة عن القصة في البلدان العربية لوجود قنوات التواصل الاجتماعي”.
*توظيف مفهوم الهوية لمواكبة حركة التحرر من ظلم الوحدة*
وأكد الوبر أن: “أسئلة الهوية الوطنية في الجنوب عادت من جديد، حيث يقوم الكتاب بتحديث لمفهوم الهوية ومواكبة حركة التحرر من ظلم وجور الوحدة اليمنية، بأسلوب يضفي على القصة طابعًا من التجديد والمواكبة، فأنجبت أشكالا نابضة برؤى مشخصة للواقع ومتساوقة معه يمكن عدها من مظاهر الجدة والتحديث بأقلام نضالية”.
وقال: “ارتباط القصة القصيرة بأسئلة عصرها وواقعها؛ جعل منها محطة للتعبير عن هموم الإنسان، وما يعانيه بالمجتمع بأسلوب أكثر تجديدا وواقعية وفق ما يراه القاص من انتاج فقضية التجنيس ناتجة عن صدمتين (صدمة البحث عن الهوية، وصدمة العجز أمام مواكبة الحداثة)”.
وأضاف: “في ظل مرحلة المتغيرات المتسارعة، كانت الواقعية الجديدة سمة العصر الراهن كونها تثير تلك التساؤلات.. البحث عن الهوية وأسئلة البحث عن الهوية تتجلى في اتجاهين يمسان (المؤلف، والنص)”.
وتابع: “استفادة النصوص القصصية من تراخي التجنيس في محورين (الشكل، والمضمون)”.
وأشار إلى أن: “الأدباء والمبدعون صوّروا غربة الروح بتوجسهم من مستقبل الوطن، ومن سيرهم نحو المجهول، علاوة على ما يعانونه من ضياع وغربة داخل هذا الوطن”.
وتحدث الوبر باستفاضة عن قصص (صوفيا، والعطفي)، بعد أن أخذ مجموعة من قصصهما.
*خطوات فنية متماسكة*
وأكد الوبر أن: “القصة القصيرة في عدن والجنوب تخطو خطوات فنية متماسكة من خلال إبداعات أقلام رصينة كهذه الاقلام التي نحتفي بها. والقصة هنا ليست معزولة عن القصة العربية كونها تعتمد التدوين الرقمي الذي ساهم في انتشارها، كما أنها تتعرض للنقد والمساءلة والتقييم. ففن القصة اليوم كغيره من الفنون يستفيد المدونات الالكترونية في الانتاج وكذا في التلقي، فأصبح كثير من الشبان والشابات منخرطون بصناعة المدونات الالكترونية الأدبية وذلك له أثر في صقل مواهبهم وامتلاكهم ناصية الفن الذي هم هواته إن لم يكونوا أربابه.. لذا فمن سمات هذا العصر السرعة في شتى المجالات فتبدوا التجربة الفنية قصيرة لكنها تحمل عبئا يشيب له الرأس لذلك فهي تنضج سريعا وتشيخ سريعا في عصر السرعة. ولا نبرئ كما لا نجامل كثير من النتاجات التي تحترق قبل أن تنضج نتيجة السرعة أيضا”.
كما تحدث الوبر عن القصة القصيرة جدًا (ق.ق.ج) و(القصة الومضة)، والفرق بينهما، وكيف “يشوب هذه التسمية شيء من الاضطراب كونها تزاحم (القصة القصيرة أو الأقصوصة) التي سبق لها أن ظهرت في العصر الذهبي للقصة في عدن ومن قبلها في مصر ولبنان وغيرها”، حد قوله.
واختتم الوبر حديثه بالقول أن: “من خصائص القصة الومضة (التكثيف، والمفارقة، والإدهاش، والإيحاء)”.
*مداخلات*
وشهدت الفعالية الثقافية، التي حضرها رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب الدكتور جنيد محمد الجنيد، والشاعر الكبير شوقي شفيق، والأكاديمي الدكتور ناصر العيشي، ورئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة الجنوبية عدن الأستاذ نجمي عبد الحميد، ورئيس دائرة الحقوق والحريات باتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع عدن الدكتور عبد السلام عامر، والشاعر كمال اليماني، والاكاديمي الفلسطيني علي طه أبو فول، وعدد من المثقفين والمهتمين بالقصة القصيرة، شهدت عدد من المداخلات القيمة من قبلِ الحاضرين.
Comments are closed.