مابداخلي
أمي المنشغلة، والذي يزداد قلقها اذا ما ابتعدنا عنها، – وفي غفلة منها- تسللت إلى فراش اختي وهمست لها –
: سلمى، هيا ايتها الكسولة هيا قومي .
وبحذر أخذتها إلى جهة الباب، سحبت قدمي اولا وتبعتني وهي ممسكة بقبضة يدي، قلت لها وأنا أتابع خطوات نزولها بعيني:
_ حذار أن تقعي ايتها السمينة أجابتني مداعبة وتلك الابتسامة لم تزل حارة ترطب وجنتيها :
لاتخف، ساعدك سيقوم بالمهمة على أكمل وجه.
طويت يدها وأرشدتها إلى حيث تضع قدميها: قلت بدافع الشفقة عليها: حالما اكبر قليلا واعمل ساشتري لك عربة وادور بك إلى حيث تريدين
ابتسمت ثانية ولم تجب.
عطفت رقبتي نحوها، كانت لا تزال تبتلع عناق المطر الى رئتيها. انهيت كل فرصة لها كي تبقى وحيدة كورت راحتي وصحت:
- سلمىىىىىىى.
ضحكت وشمخت برأسها قالت : صه، ستسمعك أمي وسيطير كل شيء إلى الداخل .
مررت من خلال شحنات يدها شكرها لي بضغطة طويلة على كفي سمعت أنفها يشتم المكان، أرخت أناملها عني، كانت تلك اشارتها لي بأنها تود الخلو إلى نفسها، فكففت عن إزعاجها.
مر وقت ليس بالقصير.
عادت حبات المطر تتسوق في وجنتيها، أعجبها ذلك مدت يديها على وسعهما، رأيتها تفرغ جهدها في نوبة سكر، كان المكان بديعا
قلت : لقد كنت على حق
- اوه صحيح يا سلمى -وأشرت إلى السماء- الان، كل هذا العلو يجعل قلبي يضيئ. وعيني تلتهم كل شيء
التفتت الي وقالت-
: من يسمعك تقول ذلك فلن يصدق أنك اعمى مثلي.
محمد باسنبل
Comments are closed.