ما اشتهاه الجندي
في سنوات الحرب، كنتُ جندياً مقاتلاً. في إجازة لي، ذهبت للإسكندرية وكانت أمي وأختي التي تصغرني قد أتتا من الصعيد، فأختي مريضة.
في اليوم الثاني لتواجدنا، طلبتُ من أمي أن تعدّ بطاطس وباذنجان مقلياً للغداء! فعلاً هذا مطلبي، بطاطس وباذنجان مقلي! فقبل أيام كنت مع زميلي الجندي نصّار، نمرّ على حدود قرية تقع خلف كتيبتنا القتالية ونحن على ضفة القناة. كان هناك رجل فقير افترش حصيرة وأشعل وابور غاز، وعليه طاسة زيت يقلي فيها قطعاً من البطاطس والباذنجان، وبجانبه سلة تحوي أرغفة خبز.
كان أساساً يبيع للجنود. يجلسون حول الرجل ويأكلون ما لا يشبعهم، فالنقود قليلة. اشتهينا أنا ونصّار هذه الوجبة اللذيذة. لم نكن نمتلك ثمنها على الرغم من أن ثمنها زهيد. لذلك طلبتُ من أمي وأختي ما طلبتُ.
وحين عدت في الظهيرة، لم أجد في الغداء لا بطاطس محمّرة ولا باذنجان، غضبتُ وصحتُ في أختي المريضة بقسوة..
- أين ما طلبته منكما؟
تركتني أختي وذهبت لأمي باكية، فأتت أمي لي تعاتبني على إغضاب أختي المريضة، بكيتُ أنا فبكت أمي.
حجّاج أدّول
Comments are closed.