ما تراه العيْن في أعلى الأرجوحة
راضية تومي
الرّمش فوق الرّمش
جفن موارب
ونور يخترق الظلمة
ينفجر كينبوع بيغ بانغ.
في الأعلى، الشمس عارية تتبادل قبلة مع حبيبها
في الأسفل، الأرض تسترق السمع
نمل يقرص خدّيها المعشوشبين
في الأعلى، الغسق يُوشِّج بين البنفسجي والبرتقالي
وبيكاسو الذي كان يمزج الفترة الزرقاء بالفترة الوردية
قال إنه حَلم البارحة بآنسات أفينيون
في الأعلى، الأفق قلادة مُرصَّعة بانفجارات أحلام رسّام مخبول
الملائكة تجري خلفه لِتُبروِز لوحاته في الزّمن
عيْنُ راكبة الأرجوحة تلتقطُ صورةَ شَعْر ملاك أشقر
تهدهده الريح
في الأعلى، يدقُّ القلبُ متناغما مع دقّات نسْمة الليل الأولى
السّماء آمِنة كَبَراءة طفل
الأرجوحة تنزل بسرعة إلى أسفل
الأرض أرسلت في أثرها جنود الملل
ترتفع الأرجوحة ملتحمة بقوس الحركة البهيجة
يمسك القوس بيد ملاك سماوي
يدعوه لمأدبة في السّماء الرابعة
ما رأته العيْن في أعلى الأرجوحة
أحلام رسّامين وشعراء مجانين
ضحكات أطفال وتغريد عنادل
أحضان لانهائية بين الشّجَر والأرجوان
قفزات فجائية لشقائق النّعمان في حقل الرؤية العلوي
جسد امرأة تحت زخّات مطر في يوم غائم
أمنية طفلة قبل أن تضعها والدتها على متن قارب الهجرة السرية
شاعرة من الجزائر
Comments are closed.