المكتب الرئيسي عدن

مقاومة الجنوب للغزو الإمامي الزيدي في مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب

نظمت الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب عصر يوم أمس الأحد ٣ أكتوبر ٢٠٢١م في مقر الاتحاد بالعاصمة عدن محاضرة للدكتور محمود السالمي رئيس مركز عدن للدراسات التاريخية بعنوان ( مقاومة الغزو الإمامي الزيدي للجنوب – التاريخ الحديث أنموذجاً) وقد أدارها الدكتور عبدالحكيم عراش النائب الأكاديمي لكلية الآداب جامعة عدن.
وقد افتتحت الفعالية بالترحم وقراءة الفاتحة على روح فقيد الحركة الأدبية الجنوبية الشاعر رائد القاضي و على أرواح الشهداء الذين سقطوا في أحداث كريتر الأخيرة.
بدأت الفعالية بكلمة ترحيبية موجزة للدكتور عبده يحيى الدباني رئيس الدائرة الثقافية بالاتحاد رحب فيها بضيفي الاتحاد الأستاذين محمود السالمي وعبدالحكيم عراش وبالحاضرين جميعا مشيرا إلى أهمية موضوع المحاضرة وإلى الإسهامات الكبيرة التي يقدمها مركز عدن للدراسات التاريخية خدمة للجنوب وقضيته العادلة.
ومن ثم كانت الكلمة لمقدم الفعالية الدكتور عبدالحكيم عراش شكر في مستهلها الاتحاد على الاستضافة وعلى إقامة هذه الفعالية الثقافية المهمة التي تأتي بالتزامن مع المحاولات الحثيثة والكثيرة للأئمة الزيديين الجدد تحت مسمى ( الحوثيين) لغزو الجنوب وإخضاعه لحكمهم وطغيانهم وهذا يأتي امتدادا لمحاولاتهم السابقة في ضم الجنوب وإلحاقه تحت حكمهم الزيدي.
ومن ثم كانت الكلمة للأستاذ الدكتور محمود السالمي الذي مهد لموضوع المحاضرة بالحديث عن أهمية ربط التاريخ بالجغرافيا حيث أن التضاريس على امتداد جنوب الجزيرة العربية أوجدت عددا من الهويات والأفكار ومن تلك الفكرة الزيدية التي أتت وافدة إلى هذه البيئة عندما وجدتها مناسبة فاستقرت في شمال اليمن واستمرت في محاولاتها للتمدد خارج الإطار الجغرافي الذي احتضنها فكانت المناطق اليمنية تحت المذهب السني باستثناء المناطق الزيدية التي تدين للمذهب الشيعي والذي كان نظامهم يمثل نظاما استثنائيا في شبه الجزيرة العربية .

كان الطابع العام للإمامة الزيديين هو اعتمادهم على الحروب من اجل الغنائم وتاريخهم مثقل بسفك الدماء حتى فيما بينهم.
بعد ذلك سرد الدكتور السالمي عددا من الوقائع والأحداث التي قامت بها الحركة الزيدية في في غزو المناطق السنية ومنها الجنوب وقد ساعدهم في التمدد في بعض المناطق عدد من العوامل أبرزها الاحتلال العثماني للمناطق السنية التي وجد فيها الزيديون سببا للدخول إلى المناطق السنية تحت مبرر مواجهة الغزو العثماني باعتبار أن العثمانيين غزو خارجي كما استخدموا الدين وسيلة لتبرير دخولهم هذه المناطق تحت مسمى الجهاد في سبيل الله.
وفي ظل التمدد الزيدي وجدت هناك مقاومات من قبل القبائل الجنوبية ولكن كانت الغلبة للزيديين لعدد من الأسباب منها كثرة جيش الأئمة الزيديين وكذا تفرق القبائل الجنوبية ومقاومة كل قبيلة للاحتلال الزيدي منفصلة عن القبائل الأخرى. وكان الدافع وراء هذه المقاومة هو الأسلوب الهمجي والاستبدادي الذي أدار به الزيديون للمناطق التي احتلوها بالإضافة إلى أن هذه القبائل كانت حرة لاتقبل الوصاية والتسلط من أحد فهذه الروح كانت من أهم العوامل التي أوجدت مقاومة شرسة حتى تم طرد هذا الاحتلال من الجنوب في العام ١١٤٥هجرية بعد ان جثم على أرض الجنوب عقودا من الزمن.


وذكر السالمي عددا من مقاومات الاحتلال الزيدي للجنوب منها على سبيل المثال مقاومة بن عفيف في يافع وكذا الانتفاضة التي قام بها الهيثمي في دثينة وغير ذلك .
واختم السالمي حديثه عن أن الحركة الزيدية هي حركة دينية تسعى إلى فرض حكمها خارج المناطق التي وفدت إليها واحتضنتها وتوسيع نفوذها بالقوة دون أن تمتلك أي هوية جغرافية أو وطنية لتبرير توسعها وأطماعها مستغلة الدين في حروبها وعبثها.
وفي الختام قدمت عدد من المداخلات من قبل الحاضرين .
وقد أوصى المتحدثون والحاضرون جميعا بضرورة البحث عن المصادر التاريخية الجنوبية التي ارخت لذلك الغزو وسبل مقاومته وطرده من الجنوب وعدم الاعتماد كليا على المصادر التاريخية الزيدية التي كتبت التاريخ من وجهة نظر أرباب الغزو انفسهم سياسيا ودينيا واصلوا لذلك العدوان الغاشم.
حضر الفعالية الدكتور جنيد محمد الجنيد رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب والدكتور مسعود عمشوش رئيس تحرير مجلة فنار عدن الثقافية والدكتور أحمد ياسين السليماني والناشطة الأكاديمية والاجتماعية الدكتورة ايزيس المنصوري و الأستاذ محمد باسنبل
رئيس الدائرة المالية في الأمانة العامة للاتحاد وعدد من المثقفين والمهتمين.

لطف فضل حسين

Comments are closed.