المكتب الرئيسي عدن

نظمتها الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب.. تفاصيل كاملة لمحاضرة عن (العاصمة عدن في الجغرافيا الحضرية بين الماضي والحاضر واستراتيجية المستقبل)

نظمت الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب السبت 13 نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٢١م محاضرة ثقافية بعنوان: (العاصمة عدن في الجغرافيا الحضرية بين الماضي والحاضر واستراتيجية المستقبل)، في مقر الاتحاد بمديرية خورمكسر بالعاصمة الجنوبية عدن.

وبدأ المحاضرة د.عبده يحيى الدباني، رئيس الدائرة الثقافية بالأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب بالحديث عن أهمية العاصمة عدن، وموقعها الاستراتيجي الهام.

ورحب بضيفي الفعالية الأستاذ د.حسن محمود الحديثي، و د. ناصر ناجي حسين مشيرا الى ان الاتحاد مهتم كثيرا بكل ما يتعلق بعدن هذه المدينة التي نسكنها وتسكننا وذكر انها تعاني في جانب التخطيط والجغرافيا الحضرية من معضلة كبيرة تراكمت مع السنين راجيا من الأستاذين الكريمين ان يشخصا هذا المعرض العضال الذي يفتك بهذه المدنية الاستثنائية.

ظهور معالم مدينة عدن
بعدها، تحدث، باسهاب، الباحث في الجغرافيا الحضرية، د.ناصر ناجي حسين، عن العاصمة عدن في الجغرافيا الحضرية بين الماضي والحاضر واستراتيجية المستقبل.

وقال إن: “مدينة عدن مرت من حيث نشأتها بأربع مراحل مورفولوجية وقد تميزت كل مرحلة بخصائص تختلف عن الأخرى سواء اكان من حيث نمط البناء ونمط العمارة ونمط الشوارع، ومن حيث الأبعاد المكانية لاتجاهات النمو الحضري فيها، ونمط استعمالات الأرض وتطورها”، مُشيرًا إلى أنه: “في المرحلة الأولى تركز النمو العمراني في نواة النشأة الأولى لمدينة عدن (كريتر) حيث كان نمط البناء تقليديا مكونا من عشش وأكواخ وبعض المعالم التاريخية بنسيج عمراني متباعد، أما المرحلة المورفولوجية الثانية وهي مرحلة الاستعمار البريطاني لعدن الممتد زمنيا من 1839م حتى 1967م، التي تميزت تلك المرحلة بالبداية الأولى لظهور معالم المدينة، من خلال ما حظيت به المدينة من اهتمام كبير من قبل سلطات الاستعمار البريطاني، حيث تم دراسة الموقع التضاريسي للمدينة وتم إنزال أفضل التصاميم لخطة النمو العمراني واتجاهاته في جميع مناطق (مديريات) التركيب الداخلي لمدينة عدن، ولكن بمساحات نمو عمراني متباينة بين مديرية وأخرى إذ نلاحظ أن الأربع المديريات الشرقية لعدن كانت الأكثر اهتماما بالنمو الحضري من قبل الاستعمار البريطاني وهي صيرة والمعلا والتواهي وخورمكسر”.

وأضاف: “أما المرحلة المورفولوجية الثالثة فهي مرحلة الحكم الوطني ما بعد الاستقلال الممتدة من 1967م حتى 1990م، فقد أكتفت بالنمو الحضري داخل الرقعة المساحية المبنية القائمة من قبل (المرحلة الثانية) في معظم مديريات التركيب الداخلي للمدينة من خلال ملء الفراغات بالوحدات السكنية بنمط بنائي عربي، أما المرحلة المورفولوجية الرابعة، أي مرحلة ما بعد الوحدة 1990م، فقد شهدت من خلالها مدينة عدن نمواً حضرياً هائلا لم يسبق وأن شهدتها في المراحل الثلاث السابقة نتيجة لتطور الأساس الاقتصادي وارتفاع معدلات الهجرة الداخلية الوافدة من جميع المحافظات إلى عدن، واللذان شكلا العامل الرئيسي بإتساع النمو الحضري للمدينة”.

وتابع: “أثرت العوامل الجغرافية الطبيعية بدرجة كبيرة على تنمية وتحديد التوسع العمراني للمدينة، إذ ظهر ذلك واضحا من خلال تخطيط الشوارع وتحديد مساراتها وتوزيع استعمالات الأرض الحضرية فيها، كما عملت على تحديد اتجاهات ومحاور النمو الحضري لعدن، وما طرأ عليه من تغيرات هيكلية عبر فترات زمنية متلاحقة تمثلت تلك العوامل الطبيعية من حيث الموقع الطبوغرافي والموقع الجغرافي والتركيب الجيولوجي والمناخ والمياه والتي لعبت دورا كبيرا في توجيه النمو الحضري والتحكم في اتجاهاته وابعاده المكانية في كل مرحلة مورفولوجية مرت بها المدينة”.

واستطرد: “أظهرت مؤشرات الدراسة من حيث واقع واتجاهات التوزيع القطاعي العام للوظائف الحضرية على مستوى المدينة، أن الوظيفة السكنية أحتلت المرتبة الأولى من حيث استعمالات الأرض الحضرية وبأهمية نسبية قدرها (54%) من إجمالي المساحة الكلية للأرض المبنية أو المطورة للمدينة، وجاءت الوظيفة الحضرية لأغراض النقل الحضري الداخلي بعدن بالمرتبة الثانية من حيث مساحة الاستعمال للأرض الحضرية، بأهمية نسبية قدرها (36.3%) من إجمالي المساحة الكلية للأرض الحضرية المبنية بالمدينة، وتكمن ابرز خصائص التوزيع القطاعي لاستعمالات الأرض الحضرية، أن الاستعمال السكني والنقل الحضري قد شكلا أهمية نسبية قدرها (90.3%) من إجمالي المساحة الكلية للأرض المبينة أو المطورة للمدينة، في حين شكلت بقية الوظائف الحضرية كاستعمالات للأرض من الأهمية النسبية (9.7%) من إجمالي المساحة الكلية للأرض المبينة أو المطورة للمدينة، ورغم استحواذ وظيفتي الاستعمالات السكنية والنقل الحضري للأهمية النسبية الأكبر الا أن بقية الوظائف الحضرية كالاستعمال الصناعي والتجاري والخدمات كان لهم الدور الكبير في تعزيز عمليات التحضر وتسارع إتساع النمو الحضري بالمدينة، باعتبار تلك الوظائف الحضرية لها تأثير كبير وفعال في تشكيل العناصر الاقتصادية التي تعزز بناء الأساس الاقتصادي والتجاري لعدن خصوصا وللبلاد”.

واكمل: “أظهرت الدراسة أن إجمالي مساحة الاستعمال السكني لعدن بلغ بنحو (15101) هكتار2، تشغل تلك المساحة من الاستعمال حوالي (184945) مسكن متعدد الأنواع والتصنيفات (عمارات سكنية، فلل، بيوت شعبية، صنادق وعشش ) بإجمالي عدد سكان بلغوا عام 2014م حسب إسقاطات الباحث بحوالي (866398) نسمة، توزعت تلك المساحة الإجمالية للاستعمال السكني وإجمالي عدد المساكن والسكان بشكل متباين بين مديريات التركيب الداخلي لعدن، استأثرت مديرية المنصورة الحجم الأكبر من مساحة الاستعمال السكني بأهمية نسبية قدرها (32.42%) من إجمالي مساحة الاستعمال السكني بالمدينة، وجاءت مديريات الشيخ عثمان ودار سعد وخورمكسر

علاء عادل حنش

Comments are closed.