أخبارُ آذار 2011
يبدأ العامُ مع الثورات العربية،
انهيارٌ في تُونسَ، مصرَ وليبيا.
يبدو أنَّ التاريخ قد مات للتوِّ.
فجأةً، تدخلُ امرأةٌ في مقهى الزّمن
وتطلبُ: “شمبانيا من أجل الجميع”.
تعود اليابان لتشرب نخْبَ سُمٍ لا ينتهي،
الأرض ترتجفُ، ومحطّات الطّاقة النّووية في اليابان
تشعرُ بحنين إلى دانتي، الكتابِ المقدّس، وسِفر نهاية العالم.
لقد تغيّر العالم وصار حارّاً،
والقذّافي لم يقبل كأس الشمبانيا.
كان العالم العربي يتحوّل إلى فرقة روكٍ موسيقية
والصين تشتري رؤساء الحكومات الغربية بسعر رخيص
محوِّلةً الحياة إلى قمامةٍ كونيّة.
وبينما كان مسبار الفضاء “كاسيني” يستشرف غاز الميتان
المنبعث من الكثبان الرملية الموجودة عند خط استواء لكوكب تيتان،
عثرَ على قمر زحل،
غير أنه لم ينجح، حتى الآن، في العثور
على أثر حياةٍ خارج الحياة الأرضية،
هناك في تلك الفسحة السماوية الفارغة، غير العاديّة،
التي تتوجنا عبثاً.
كان حسني مبارك، ومعمر القذافي وسيلفيو برلسكوني يستخدمون اللون نفسه
لصبغة شعرهم السبعينية،
عندما سطعت شمس التاريخ،
وكان شعرها نقياً كمثل شعر شباب آلهة الأسطورة اليونانية.
وفيما كان ابن السماء، الإمبراطور أكهيتو،
يتحدّث إلى شعبه عبر التلفزيونات اليابانية،
تلك الأجهزة التكنولوجية الأكثر تطوّراً في هذا الكوكب،
كانت الإشعاعات النووية تحرق حياة الكوكب.
يتحوّل الملوكُ، والزعماء والجنرالات
إلى أصنامٍ تلفزيونيّة عندما تقترب لحظة نهاية العالم.
وها هو أوباما يمدُّ يده ويسافر عبر أميركا اللاتينية.
النارُ، لقد عادت النار،
تكاد أن تكون شيئاً كلاسيكياً من أجل الحرّية.
وكانت إسبانيا ترقص الفلامنكو على وقع أزمة اقتصادية ــ
وتحضِّر نفسها:
لم يعد أحدٌ يقرأ غونغورا في إسبانيا
لم يعد أحد يقرأ كيفيدو أو خوسيه لاررا،
لم يعد أحدٌ يعرفهم،
هل هم أحياء؟
التاريخ يتصدّع، يترنّح إلى نهايته.
وكنّا نعتقد أنّه سيموت، لكنه نهض من قبره كأنه لعازر.
ها هو الطفل الأوّل من نوعه، خالياً من مُورِّثة سرطان الثدي،
يأتي إلى هذا العالم،
وكان والداه يشعران، تقريباً، بقوّة وخلود،
العلاقات الأسرية تزداد سوءاً بفعل الأزمات
الأرض ترتجف في اليابان والتاريخ يتحرّك معها
كمثل مصّاص دماء.
ما حاجة الحياة إذا لم تكن من أجل الموت؟
ما حاجة الحياة إلينا، نحن الذين لا نقدر على تغييرها؟
- شاعر وروائي إسباني من مواليد عام 1962
Comments are closed.