أنا وأخي وبنت الجيران
هذا الصباح عنفني أبي، أخذ يجمع لمام قميصي وأنهضني من الأرض بقوة، ثم بذراعاه الصلبة القى بي، إلى صفحة الباب.
شعرت بأذى شديد وقفص صدري الصغير، يعلق بقبضته الضخمة، حتى أني لم أشعر بظهري وهو يلتصق بخشب الباب، حين ازدادت ملامح أبي صرامة انكمشت حول نفسي، قال:
- هل فشلت في تربيتك أيها الوغد.
ما ألمني حقا ماحملته عيناه من خيبة أمل، وهو يستقبلني هذا الصباح بهما، فتشت فيهما عن سبب غضبه، أول الامر لم اتوصل لشيئ ولكن بعد حصر الذنوب التي اقترفتها مؤخرا، قفز فجأة وجه جارتي الصغير، وهي تستعطفني كي لا أذبح قطتها بالمدية، التي شحذتها بجدار منزلهم طيلة أيام.
وانا أرى اصابع ابي تتحرك نحوي،استعددت لتلقي صفعة اخرى، ولكنه عوضا عن ذلك، شرد بإبهامه نحو انفي، وهو يصرخ ويهذي بكلام غير مفهوم.
عاد إلى مكانه ورمقني بنظرة اشفاق قبل يستعيد هندامه، ويستدير خارجا.
أخي الصغير، والذي يملك شامة في خده، ويصغرني بعام، أخذ يدحرج عينيه العاريتن من الشفقة تجاهي، ابتلعت نظري بداخلي، تمنيت أن لا ارى وجهه الشامت، ولما فتحتهما قذفني بنظرة لئيمة فيما كور قبضته، وانهال بها على راحته وقال.
: تستااااااهل.
تلك البنت الحلوة، بنت الجيران، أصبحت بعد أعوام زوجتي، ودائما ما تتحسس شامتي التي في خدي، وتقارن بيني وبين ذاك الذي لازال يقترف الذنوب.
محمد باسنبل
Comments are closed.