المكتب الرئيسي عدن

بسام الحروري، وديوانه الأول، ومساحات إشراقات وتوهج ونبوغ.

– عدن الغد: كتب: أحمد مهدي سالم

وصلتني نسخة كريمة من الديوان الأول للشاعر الأنيق، الفاعل نشاطًا بسام محمد مهدي الحروري الذي صدر تحت عنوان ” على مدى شامة من الآن “، الديوان بطبعة أنيقة صادرة عن اتحاد ومطابع أدباء الجنوب في عدن. فرحت لعزيزي بسام على إنجازه الشعري الأول المطبوع بعد رحلة سنوات غير قليلة بالنشر في كبرى الصحف والمجلات والمواقع الأكترونية اليمنية والعربية. وهو شاعر مطبوع على حب الحداثة والتجديد الشعري، ومتابعة آخر التجارب المعاصرة في هذا المجال.. تسعفه في ذلك قراءة نهمة، وعشق للجديد، وحب لتعزيز قيم الخير والحب والعطاء والجمال. .تقرأ القصائد الأولى فتجد مهارات شعرية مسبوكة في التعبير الجمالي عن الأحداث، وتتابع قراءة القصائد الأخرى مأخوذًا بالمزاوجة بين الأسلوب الجمالي: اللغة.. الألفاظ، التنوع في التعابير والصور مع روعة المضامين الإنسانية والوطنية، والأسعار الاجتماعية للتشكلات المرحلية والثورية التي أدمت الوطن.وبسام الحروري.. شاعر حداثي، قوي التأثير بإمساكه بمحاكاة التجارب الشعرية الحديثة المتجددة، ومن ثم هضمها إبداعيًّا، والكتابة بمفردات شعرية ذات كثافة تعبيرية ومضمونية تجيد تصوير الذات والأنا والموضوع، والهواجس الإنسانية في صراع الفرد مع اللقمة التي أضحت صعيبة وبعيدة المنال، ومع الظروف الكابحة، وقهر الأجندات الخارجية التي أنشبت مخالبها بالوطن، وكل يوم تقطتع منه جزءًا غاليًا، أو تنهب ثرواته المتعددة فيما تسوم الشعب بأنواع العذاب.وقد كنت في زمان سابق رئيسًا للجنة جائزة الشعر لمسابقة رئيس الجمهورية، وذات مرة كان مشاركًا مع عشرين شاعرًا من أبين في المسابقة التي يشرف عليها مكتب الشباب والرياضة بأبين أيام مديره العام الأستاذ حسين البهام الكاتب والناشط حاليًّا فأشرفت على فحص كل ملفات الشعراء، وطلع الفائز الأول بجدارة الشاعر بسام الحروري، وكان معي في اللجنة الزميل الأديب محمد ناصر العولقي، وقبلها نال الجائزة الأولى في مسابقة الشعر في كلية الآداب بجامعة عدن التي كان يدرس فيها في قسم إعلام إذاعة وتلفزيون.. يعني من البداية صاروخًا منطلقًا عبر علو منخفض إلى شاهق أحيانًا للوصول الكبير، الفخم إلى الهدف المرتسم بمخيلته، وحتمًا سيصل.يقول بسام في مقطع إحدى قصائده ذات النفس الشعري الطويل تحت عنوان ” كوعل يترجل عن صورته “:حالمًا كالندى/حائمًا كالهصور يشقاكتمالات هذا السدى /خاشعًا كالرسول المذهب /يعوذ بكلمات رب السهى والسهاد /إذا كللته الجرائر ذات انعتاق/يخوض غمار الهزيمة /أو ينتصر على سعفتين /والنخل خاوية على عروشها/خاط بسمته في عجالة /وامتطى نجمتين..”وعن الهاجس الفلسطيني الضارب بجذوره في أعماق أرواح العرب والمسلمين وشرفاء العالم يقول في نص ” فلسطين “: ” أحبك حتى التعبأيا مقدس الحبحين اغتربأحبك يافاأحبك عكا أحبك حيفا أحبك مأوى الخليل وغزة بيسان النقب. فأنتِ المرفأ أنتِ المدينةأنتِ النبيةأنتِ الذهبوأنتِ المنفى الجليل”.وبسام الحروري شاعر مكين، وفنان تشكيلي وكاركاتوري، و هو ناشط ثقافيًّا وإعلاميًّا، وهو رئيس ومؤسس الكوخ الثقافي الفني بأبين الذي نظم فعاليات ثفافية متميزة خلال سنوات خلت. ديوان بسام الأول” على مدى شامة من الآن ” ديوان جميل، وجدير بالقراءة لما في دفتيه من مكنونات وإشراقات إبداعية خلاقة.

Comments are closed.