المكتب الرئيسي عدن

شادي القرفي.. تجوال في طرب الشرق

جمَع شادي القرفي في آخر مشاريعه التي قدّمها منذ نحو خمس سنوات الأوركسترا الغربية والآلات التقليدية في محاولة لتوثيق ستين عاماً من الموسيقى التونسية في شكل بوليفوني يدمج بين الغناء الأوبرالي والشرقي، بمشاركة الأوركسترا والكورال الفيلهارموني الذي اسّسه عام 2013.

وتمثّل أعماله امتداداً بشكل أو بآخر لتجربة والده المؤلّف الموسيقي وقائد الأوركسترا التونسي محمد القرفي (1948) الذي وضع عدّة مؤلّفات، وسعى في الثمانينيات إلى تقديم أعمال مسرحية غنائية تجسّد أحداثاً وشخصيات تاريخية بإسقاطات سياسية على الواقع على غرار المسرح الرحباني، لكن تجربته لم يُكتب لها الاستمرار.

يقدّم شادي القرفي عند العاشرة من مساء بعد غدٍ الجمعة عرض “شرق 22” في “قاعة الأوبرا” بـ”مدينة الثقافة الشاذلي القليبي” في تونس العاصمة في إطار تظاهرة “رمضان في المدينة” التي يطلقها “مسرح أوبرا تونس” اليوم وتتواصل حتى نهاية الشهر الجاري.

ويشارك في العرض كلّ من الفنانين حسان الدوس وثامر عبد الجواد وأسماء بن أحمد الذين يؤدون مجموعة من الأغاني الطربية التي تمثّل الكلاسيكيات العربية من بلدان مختلفة، إذ يقدّم كل فنانٍ خمس أغانٍ ثم يجتمع الثلاثة في تأدية قصيدة “موطني” للشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان.

بدأ القرفي الاشتغال على عمله الجديد منذ العام الماضي، وهو استكمال لعرضين سابقين قدّمهما بعنواني “شرق 10” و”شرق 11″، حيث تشير الأرقام إلى سنوات عرضها، مع تطوير في اختيارات المقطوعات المغناة وتنويعها لتشمل مدارس موسيقية مختلفة، وملحنين مثل زكي ناصيف ومحمد القصبجي ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وآخرين، بإعادة توزيع موسيقي للقرفي.

يشير الكاتب التونسي محمد العروسي بن صالح في تقديمه العرض “أصوات رخيمة، تُجنّح بنا في أجواء الشرق وخباياه فتهز مشاعرنا بقيادة رشيقة للمايسترو شادي القرفي للأوركسترا الفيلهارمونية، تشنف الآذان المرهفة بألوان مختارة من الموسيقى العربية ومنها التونسية ذات الخصوصية المتفردة”، موضحاً أن “التوزيع الأوركسترالي ليس إلا عملاً إبداعياً داخل العمل الإبداعي الأصلي فلا يمس من جوهره ولا معانيه، وهكذا فإن المايسترو شادي القرفي يقتفي أثر والده الموسيقار محمد القرفي رائد الموسيقى البوليفونية، يجتمع معه في التقنية ويختلف عنه في البحث”.

تونس

Comments are closed.