“عوامل الهدم والبناء بالثقافة” في فعالية لاتحاد أدباء الجنوب فرع العاصمة عدن
بالتزامن مع احتفالات الشعب الجنوبي بالذكرى الـ(58) لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة..
العاصمة عدن / عـــلاء عــــادل حــــنش:
نظم اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة عدن عصر اليوم الأحد 17 أكتوبر / تشرين الأول 2021م، فعالية ثقافية تحت عنوان: “الثقافة.. عوامل الهدم وعوامل البناء”، في مقر الاتحاد الكائن بمديرية خور مكسر في العاصمة الجنوبية عدن.
وجاءت الفعالية الثقافية تزامنًا مع احتفالات الشعب الجنوبي بالذكرى الـ(58) لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.
شوائب سياسة نظام 1990م
وبدأت الفعالية رئيسة دائرة الحقوق والحريات في اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة عدن الأستاذة مريم العفيف، التي ادارت الفعالية، بالحديث عن الثقافة ومسارها، مُشيرةً إلى أن: “مسار الثقافة لم يكن ذا قالب ضيق الأفق أو منحصر على صعيد دون الآخر بل كان حراكًا واقعيًا مُلائمًا بطبيعة المُجتمع هامة، والأسرة خاصة”.
وأضافت: “ما بين معاول الهدم والبناء تناثرت بذور الثقافة وأضحت شبه أرض قاحلة تحاول مرارًا وتكرارًا النهوض والعودة إلى عجلة التنشيط”.
وتابعت: “ترسيخ الثقافة يحتاج إلى الانموذج السليم المُعافى من الشوائب التي أوردتها سياسة نظام 1990م الذي عاث عبثًا بكل الأصعدة”.
واستطردت العفيف: “ثمة فرق بين ثقافة البناء وثقافة الهدم؛ لأنها تتأتى من المسؤولية تجاه ذلك، وبناء جيل يتسلح بالثقافة مسؤولية على عاتق كل فرد”.
واختتمت العفيف حديثها بالقول أن: “الأفكار والرؤى والأعمال التي تجسدها الاعمال الثقافية تتحول إلى ثقافة مُجتمعية عندما يتبناها غالبية أفراد المُجتمع، وتُصبح منهجًا فكريًا وعمليًا قائمًا بذاته”.
تراجع ثقافة التسامح والمحبة
بدوره، تحدث الكاتب نجمي عبد المجيد عن عوامل الهدم في الثقافة وعوامل البناء، مُركزًا على خمسة محاور هي (تصاعد ثقافة المواجهة مع الأخر، والعالم وموجه صراع الهوية، وكذا عوامل التشرذم في المُجتمعات، إلى جانب كيف تُصبح الثقافة سلاح تدميري، بالإضافة إلى غياب ثقافة البناء في الأزمات الراهنة).
وقال نجمي أن: “قاعدة التخريب حقيقة واقعة ليس عند الشعوب المُتخلفة فقط، بل حتى عند الشعوب المُتطورة”.
وأضاف: “لو استعرضنا نوعية الأفكار التي تحكم العالم سنجدها في خمسة كُتب تعتبر من أهم وأخطر الكتاب التي ظهرت في تاريخ الثقافة وإن اختلفت محتوياتها”.
وتحدث نجمي عن الخمسة الكُتب التي تحوي نوعية الأفكار التي تحكم العالم بالقول: “أول كتاب هو كتاب (الأمير)، للكاتب نيكولو مكيافيلي، وهو ذاته صاحب نظرية (الغاية تبرر الوسيلة)، وكتاب (هكذا تكلم زرادشت) للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، وكتاب (كفاحي) لهتلر، وكتاب (بروتوكولات حكماء صهيون) والذي كُتب قبل مائة عام”.
وأكد نجمي أن ثقافة التناحر لم تتعزز عبر الكُتب فقط، بل أن هناك مواقع إلكترونية، وقنوات تلفزيونية تعمل بقوة على تعزيز تلك الثقافة الهدامة.
وأشار نجمي إلى أن: “ثقافة التسامح والمحبة تراجعت بشكل كبير للغاية”.
وحذر من استمرار ثقافة العنصرية، والمناطقية، والعرقية، والطائفية، والمذهبية في المُجتمع، مُشيرًا إلى انها: “ستؤدي بنا إلى الدمار الشامل”.
وأكد نجمي أن العالم الغربي يُحارب العالم العربي والإسلامي بالعلم والمعرفة، مؤكدًا أن ما يحدث في الشرق الأوسط هو نتاج ذلك.
وأكد على أن أخطر، وأشرس، وألعن الحروب هي التي تنطلق من ناحية مذهبية، ودينية، مُعللًا ذلك بأنها حروب لا تتوقف بسهولة.
وأختتم نجمي محاضرته المطولة بالقول أن: “هناك قوى تهمها مصالحها مهما كان الثمن، وقد وصلت بشاعة ذلك إلى أبادة شعب بأكمله مقابل تلك المصالح لتك القوى المُهيمنة”.
وشهدت الفعالية الثقافية، التي حضرها رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب الدكتور جنيد محمد الجنيد، والأمين العام للاتحاد الأستاذ بدر العُرابي، ورئيس الدائرة الثقافية الدكتور عبده يحيى الدباني، ورئيس الدائرة المالية الأستاذ محمد باسنبل، ورئيس تحرير مجلة (فنار عدن) الدكتور مسعود عمشوش، وعدد من المثقفين، والأدباء، والمهتمين بمستوى الثقافة الجنوبية، شهدت عدد من المداخلات القيمة التي أثارت الفعالية.
Comments are closed.