لا تربةَ تصلحُ لزراعة الأطفال
وشوشة
في مِرآتِكَ
حَدِّقْ بِغَيْرِكَ
سَتَنجُوْ
مثلَ القَشّةِ مِنْ طينكْ
حينَها
حيًّا
أغْمضْ عَيْنَيْكَ وادْخُلْ
لا تَأبهْ
لأنينهِ خَلفَ الحائط..
إنه سعيدْ
لكنّه دائمُ الشكوىْ
لا تُربةَ تصلحُ لزراعةِ الأطفالْ
ولا ماءَ يكفي لِتَنفجرَ ينابيعُ الرأسْ
إلى ذبولٍ تؤُوْلُ الصورةُ الطازجةْ
نقطِفُها عنْ أغصانٍ مُتفرِّعةٍ منَ القبور،
نحتفظُ بها في بلّوراتِ أثدائِنا،
لبنَ عصافير،
نُمَشّطُها برمشِ العين،
نغرسُها في هواءٍ يكفي
لكُلِّ أسماكِ الخيال..
إلى غرقٍ.
■ ■ ■
دعوة موت الى العشاء
كَتِفانِ
عاريتانِ منَ الليلْ
مضيئتان
بَهِيّتانِ
تليقانِ بانْكسارِهِما
والصوتُ وجهُ ماءٍ
يليقُ بالرتابةِ الّتي تَعْقِبُ الحياةَ
أو تَطعَنُها
حرّاسُ الليلِ عُميانٌ
ولا شيءَ لِتَلْتقِطَهُ البصيرةْ
في فراغينْ
لا سَفَر يُحصيْ عددَ الشاماتِ في جسدٍ يُعِدّ الفراغَ للبكاءْ
ولا دربَ يَطأُ سياجَ الصدىْ
بعدَ انتحابِ النشوةْ
والموتُ لطيفٌ جدًّا
بسيطٌ جدًّا
يقبلُ دعوةَ الفقراءِ إلى الموائدِ الأخيرةِ الّتي تَعْويْ منَ الجوعْ
وترتشفُ الفقرَ الفاحشَ منْ فرطِ يَباسِ النبيذْ
كأسٌ فارغٌ من النورِ
ووردٌ مهجورٌ
وشمعٌ في طورِ اختفائهِ
والموتُ هنا
يتلمّسُ آخرَ منحنياتِ الأحلامِ في الشرودْ
ينبعثُ في آخرِ زوايا المرايا
طلاسمهُ في أذنينِ اعْتادتا سماعَ الرعشةِ التاليةِ للولادةْ
والخصرُ مثقلٌ بأظافرهِ
والعتمةُ
غرقٌ
غرقٌ
غرقْ
- شاعرة لبنانية من مواليد 1996. والقصائد من ألبومها الشعري “دعوَةُ موتٍ إلى العشاء” الصادر حديثاً عن “دار النهضة العربيّة” وبدعم من “مؤسّسة المورد الثقافي”، وهو إصدارها الثاني والمشترك مع الفنّان وجدي أبو ذياب. يجري إطلاق الألبوم، عند السابعة من مساء اليوم الخميس، على مسرح “المركز الثقافي الروسي” ببيروت، ويشهد الحفل غناء حياً للقصائد.
زنوبيا
Comments are closed.