منسيّون ومخذولون
لا أستطيع النوم. كُلّما أغمضت عينَي، عُدتُ وسط ناسٍ يركضون ويصرخون. أكثر من 60 مستوطناً برفقة 30 مركبة عسكرية و”مستعربون”، يحملون السكاكين والعصي والأسلحة النارية، يُطلقون النار على نوافذ الفلسطينيين من منطقة صفر في خربة المفقّرة في مَسافر يطّا، ويُحطّمون زجاج المركبات، حتى أنّهم استطاعوا بكثرة عددهم قلب مركبة على ظهرها.
حاول الأهالي التصدّي للاعتداء، لكنّ قنّاصة الاحتلال حالت دون ذلك، خناجر المستوطنين غرزت في أرجل المواطنين، قنابل الغاز السّامة انفجرت وسط المنازل، جمجمة طفل يبلغ من العمر 4 أعوام كُسِرت ونُقل إلى مستشفى “سوروكا”، روت لنا الطفلة ميرا التي رأت هذا المشهد وعلى كُمّها دماء قريبها الطفل وعلى وجهها دموعٌ ناشفة. مُسنّون هُشّمت أيديهم وهم يتصدّون. قابلت شُبّاناً برؤوسٍ ملفوفة بالشاش، نزفوا كثيراً من الدماء.
استمرّ الاعتداء لمدّة ساعة كاملة، طال الخراب كافّة منازل الخربة، وألواح الطاقة الشمسية بالإضافة إلى براميل المياه. السُكّان في هذه الخربة وفي بقية خرب المسافر، يعيشون حتى اليوم في وضع مأساوي، في الكهوف والمُغُر والخيم. ممنوعون من البناء، من المياه، من كل شيء، وحيدون في معركتهم، منسيّون، ومخذولون.
سائد نجم
Comments are closed.