روزاليند النشاشيبي.. لوحات تبحث عن السكينة
في عام 2019، جرى اختيار المخرجة والتشكيلية والمصوّرة الفلسطينيةـ البريطانية، روزاليند النشاشيبي (1973)، كأوّل فنانة مقيمة في “المتحف الوطني” بلندن، حيث افتتحت برنامجاً يُدعى فيه فنانٌ أو فنانة ذات مسار مهمّ للعمل طيلة عام كامل في مشغل يقع داخل المتحف المعروف، بهدف إنجاز مشروع جديد.
قبل هذه الدعوة بعامين، كانت الفنانة المولودة لأب فلسطيني وأم أيرلندية من بين مجموعة من الأسماء التي رُشِّحت لنيل “جائزة تورنر”، إحدى أبرز جوائز الفنون البصرية التي تُمنح، في المملكة المتّحدة وأوروبا بشكل عام، لفنانين ممّن هم دون الخمسين من العمر. وقد نُظر إلى هذا الترشيح، وكذلك إلى دعوتها لتكون أول فنانة مقيمة في “المتحف الوطني”، كتتويجٍ لتجربة فنية مميّزة، تتوزّع بين الفيديو السينمائي والأعمال البلاستيكية.
“الظلام والرَّاحة” هو عنوان المعرض الجديد للنشاشيبي، وقد افتُتح يوم الأحد الماضي، العاشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، في “غاليري غْريم” بنيويورك، حيث يستمرّ حتى منتصف كانون الثاني/ يناير المقبل، ويضمّ نحو عشرين لوحةً من آخر ما أنجزته من أعمال.
كما يُشير العنوان، تحاول الفنانة، في أعمالها المعروضة، التقاط لحظات السكينة والارتياح والهدوء، التي غالباً ما تمثّلها شخصيات نسائية مستلقية وهي تقرأ، أو جالسة تتأمّل، في ما يشبه إيقافاً للزمن في صيغته اليومية، المتسارعة؛ وهي قراءةٌ تأتي المروحة اللونية التي تطوّعها الفنانة، والتي تختار البرود والانطفاء في انعكاسات اللون، لتدفعها إلى حدّ بعيد.
على أنّ هذا يشمل قسماً من الأعمال فحسب، إذ تذهب الفنانة الفلسطينية إلى مساحات جديدة لاستكشاف ثيمة السكينة هذه، حيث يقلّ الحضور الشكلي، الإنساني، لنجد أنفسنا أمام تنويعاتٍ تجريدية، أو شبه تجريدية، في حين تدور لوحاتٌ أُخرى حول مشاهد طبيعية صامتة، لكن مجدّدة في اختيارها، كهذا الأصيص البنّي الذي ترسم فيه أزهاراً صفراء وليلكية، وكأنّه آتٍ من بيت سطح أو شُرفة بيت فلسطيني، لا من سياقِ طبيعة صامتة غربيّ.
نيويورك
Comments are closed.