إقفال ظل الشجرة
تلك مكيدةُ
أن تنطرحَ
فلا تلقاكَ الأرضُ على راحتِها
أن ترتد حسيراً
مكيدةُ أن الضوءَ تعامدَ فوق الجسمِ المعتمِ
كالمعتادِ
- مسيحُك قامْ –
لكنَّ الرغبةَ ليس تقومُ…
لن تنعكسَ مثيلَ الأمسِ
لن تشتعلَ بذاتِ الوهجِ
أو تتمدد كالمعتادِ…
أن يشتعلَ الزيتُ
ولا يتعاصرُ فيك نبيذُ الشهوةِ
حتى تقرعَ نخبَ نجاحِك في تدويرِ الحانةِ؛
أقواسِ الرحماتِ إذا تتشكلُ
كي يدخلها ظمأى الروحِ
تَرِدُ هوائمُ خائرةٌ
يخلصُ راعٍ من رعيَتِه
ويصعدُ فوق قيثارِ صباحِ أخضر
والرّحالةُ
إذا ما لمسَ وريفَ الراحةِ
طاولَ بعضَ الأملِ الطارحِ
زادَ الرحلةِ
بعيونٍ تشبعُ بالملكوتِ…
أن ينقفلَ الظِّلُ بقُفْل ذبولِ الرغبةِ
في إرساء وسائدَ للنُّوامِ
أن ينصدعَ الفعلُ الدائمُ في تهذيبِ الشجرةِ
في ترتيبِ الضوءِ على أجذاعٍ وفروعٍ
في تسريبِ السيالاتِ
ليهبطَ فنانون
يخيطون على الأرضِ الأحجيةَ
التجريدُ الخالصُ من ورْطاتِ اللونِ
يمكثُ حتى تطأ الشمسُ رواحاً آخر
وتشيدُ بيوتاً من أوهامٍ تبقى أو تتبدّدُ
الظل يقومُ الآن قيامةَ من يحتضرُ
الظل يقوم الآن ولا ينكسرُ
لا سلطانَ عليه سوى
أن يتفيأ
ثم يمرُّ الوقت
لا سلطان عليه
لا اللمعان
إبريقُ الفضة
- ما ندعوه النورَ –
بريقٌ يخفتُ أو يطفئه الحراسُ
“الشمعاتُ الخابيةُ هي الأيامُ”*
لكن الظلّ
التهويدَ البريَّ الدائمَ فينا
صليلَ الصمتِ
تَلمسُ فيه الموتَ الهامسَ
والهامشَ
تسمعُ فيه صويتَ النمل
يصلُ إليه خطيطُ الخاسرِ في المعركةِ
نزيفُ الراغبِ في شربةِ ماءٍ
ثم يموتُ وتشربُ دمَه الشجرةُ
كلَّ نهار يمكن أن يتطلعَ فيه الظلّ
ويطلعُ
إلا اليومَ
تشهى الموتَ
وحلمُ بخوف هبوطِ رمادٍ
حَلِمَ ببؤسٍ يفشى
حتى يثني الغصنُ الغصنَ
وتُقْفلُ أوراقُ الشجرةِ
ويُشوى الجذعُ حريقاً
الظلُّ هنا في هذي الحالةِ
لن يتشكلَ للعشاقِ إذا ما حمي الوطءُ
وشطَّ وطيسُ النارِ
وذهبَ العرسُ الوارفُ…
- مقتبسة عن كفافيس بتصرّف
** شاعر من مصر
عبدالرحمن مقلد
Comments are closed.