شادي قديريان: إصغاء لأسئلة نساءٍ إيرانيات
لم يكن اسم المصوّرة الإيرانية شادي قديريان معروفاً، في بلدها وخارجه، قبل معرضها “قاجار” (1998)، الذي قدّمته وهي في الرابعة والعشرين من العمر، مستعيدةً فيه أوضاع النساء الإيرانيات خلال الحقبة التي حكمت خلالها سلالةُ القاجاريين بلدَها إيران، بين نهايات القرن الثامن عشر ومطلع القرن العشرين.
هذا المعرض، الذي تمزج فيه بين عناصر من حياة الإيرانيات وأسئلتهنّ في عصرنا هذا، وبين حياة الإيرانيات في ظلّ القاجاريّين، سيعطي صورةً مبكّرة عن السنوات اللاحقة من تجربة الفنّانة (1974) التي ستواصل مُساءلتها للعلاقة والحدود بين المعاصَرة والتراث، بين تأثير الأمس في نفوس الإيرانيات وبين تطلّعاتهنّ المعاصرة.
“يومٌ مثل كلّ الأيام” عنوان معرض استعادي لأعمال شادي قديريان افتُتح “مركز تورينتيه باليستير” بمدينة فيرول الإسبانية (شمال غرب البلاد) في السابع والعشرين من أيار/ مايو الماضي، ويستمرّ حتى الثامن والعشرين من آب/ أغسطس المقبل، بالتعاون مع مؤسّسة “كونتوموبورانيا” للفنون.
يضمّ المعرض أكثر من خمسين صورةً فوتوغرافية تغطّي مختلف المراحل التي مرّت بها تجربة الفنّانة بين عامي 1998 و2015، حيث تُوَزّع في سلسلات بحسب تواردها زمانياً في تجربة قديريان، مثل “قاجار” (1998)، و”مثل كلّ الأيام” (2000)، و”تلوَّني!” (2002)، وصولاً إلى “السيّدة فراشة” (2011) و”وحدةٌ صاخبة” (2015).
تكاد تكون النساء الموضوع الوحيد لكلّ هذه المجموعات من الصور، حيث تُصغي الفنّانة، في كلّ مرّة، إلى تفاصيل وتطلّعات وأسئلة قريناتها الإيرانيات في حياتهنّ اليومية، ضمن مقاربة تضع تحت الضوء نمط حياتهنّ اليومي، من مشاغل بيتية ومن أنماط الثياب، لكنّها لا تفعل ذلك انطلاقاً من وجهة نظر استشراقية تنظر إلى نمط الحياة هذا من الأعلى، بل انطلاقاً من نقدٍ داخليّ، كما أنها تُصرّ، في الوقت نفسه، على إظهار الجَمال والخصوصية في تفاصيل حياة الإيرانيات، وهو ما يسمح لتجربتها بالخروج من مقاربة سهلة للعلاقة والفوارق بين “الشرق” و”الغرب”.
مدريد
Comments are closed.