المكتب الرئيسي عدن

عن مآثر الفنان البقيري وإنجازاته:
فعالية ثقافية باتحاد أدباء الجنوب بأبين

نظمت صباح يوم الثلاثاء /١٥/نوفمبر /٢٠٢٢ م . بفرع اتحاد أدباء وكتاب الجنوب م أبين فعالية ثقافية فنية عن مآثر وإنجازات الصحفي والكاتب والفنان الشامل والمتعدد عبدالله صالح عوض (البقيري) قدمها الكاتب والصحفي محمد صالح الشحيري تحت عنوان : ” موهبة شاخت وانتهت.. ولم تكتشف إلا بعد رحيلها”
وفي البدء افتتح الشاعر والصحفي بسام الحروري الفعالية مرحبا بالحاضرين ومقدما نبذة موجزة عن أنشطة مقدم الفعالية الأستاذ الشحيري،وكذا إسهاماته الصحفية والفنية في اكتشاف المواهب ودعمها معنويا
ثم استهل الشحيري بدوره الفعالية مستعرضا أهم إنجازات ومآثر الكاتب والفنان البقيري في إطار محافظة أبين وخارجها مشيرا إلى الجحود والحرمان الذي عاناه البقيري في حياته والمتمثل بتجاهله وعدم انتشال هذا الفنان، المتعدد من قبل جهات الإختصاص من واقعه المزري الذي عاشه وقتئذ،
مسقطا ذات الواقع الذي عاشه البقيري على حيوات الكثير من الفنانين والمبدعين من أمثاله في المحافظة
وتابع : لقد أصبحت المواهب المحنكة تموت وهي تحتفظ بتلك الأسرار التي ماكانت لتنتقل من الأستاذ لتلميذه ، إلا إذا كان هناك من تتلمذ بالمعنى الحقيقي ، ومعنى ذلك وجود تلميذ يعتقد في استاذه ، وأستاذ وصل من الخبرة الى درجة عميقة ، بحيث تجلب أحترام كل من يتصل به ويقدره حق قدره .!
مختتما :واذا كانت هذه المشكلة تواجه المواهب والمشتغلين بالفن التشكيلي على وجه الخصوص ، فالمشكلة تظهر بشكل خطر بالنسبة للجمهور المتذوق بوجه عام .
وفي ختام الفعالية أتيحت المداخلات للحضور قدم خلالها كلا من القاص والمهندس الزراعي سالم دوشن والصحفي محفوظ كرامة والمسؤول المالي بالفرع الناقد نبيل النمي والشاعر ناصر الفضلي المسؤول التنظيمي بالفرع والاستاذ نور الدين والقاص عبدالله قيسان رئيس الفرع قدموا مداخلاتهم عن مواقف عاشوها مع الفقيد البقيري رحمه الله
حضر/ن الفعالية جمع من الأدباء والمهتمين بالثقافة والفن.

وفيما يلي إليكم سيرة ذاتية ومقتطفات عن حياة الفنان عبدالله البقيري في المجالات التي مارسها
أعدها الأستاذ محمد صالح الشحيري

_ الأستاذ عبدالله صالح عوض عيسى البقيري لديه مواهب متعددة ، فهو تربوي وصحافي رياضي وصحافي مهتم بالفن الغناني وفنان تشكيلي .

  • من مواليد مدينة شقرة عام ١٩٥٥م .
  • المؤهل : دبلوم دار المعلمين ٨٤م – ٨٥م .
  • أنهى المرحلة الأعدادية بزنجبار عام ١٩٧١م – ١٩٧٢م ، ثم أنخرط في سلك التدريس عام ٧٢م ، ليلتحق بمعهد دار المعلمين بزنجبار دراسة منتظمة أربع سنوات لينال شهادة الدبلوم عام ٨٤م/ ٨٥م .

ومن مواهبه واهتماماته المتعددة فقد كان :

١- من مؤسسي نقابة الصحفيين اليمنيين محافظة أبين .
٢- باحث وكاتب له أعمال صحفية عديدة منها ( بحوث ودراسات ) عن الفن اليمني الغناني ، ومواضيع أخرى نشرت في صحيفتي ١٤ أكتوبر وصحيفة الجمهورية وملحقها الفني ( فنون ) .
٣- من مؤسسي فرع اتحاد الاعلام الرياضي م/ أبين ، له العديد من الكتابات في المجال الرياضي ، والتغطيات الاعلامية لمباريات كرة القدم التي كانت تقام في ملعب الشهداء بزنجبار في صحيفة الجمهورية ملحق ( ملاعب ) .
٤- عمل مشرفا اعلاميا لنادي حسان الرياضي أبين .
٥- من مؤسسي اتحاد الفنانين التشكيليين محافظة أبين وله لوحات شارك بها في كثير من المعارض الفنية في أبين وخارجها .
٦- مؤسس منتدى سالمين ٢٥ يناير ٢٠١٨م .

  • وإذا اوضحنا أبرز اهتماماته فاننا نوجزها في الأتي :
    درس الإبتدائية في مدينة شقرة حتى نهاية الستينات ، ليواصل دراسته بالأعدادية بزنجبار حتى عام ٧٢م ليلتحق بسلك التدريس حتى عام ٨٠ م ليكمل دراسة الدبلوم بدار المعلمين حتى عام ٨٥ م ليواصل مشواره التربوي حتى أحيل الى التقاعد عام ٢٠٠٧ م .
    وهذا المجال التربوي الذي جعل من الأستاذ عبدالله البقيري يمارس اهتماماته الأخرى في المجال التربوي نفسه والمجالات الأخرى التي سنعرفها الآن من خلال الاهتمامات التي كان يمارسها وهي :
    أولا :
    # المجال التربوي :
  • كانت فترة انخراطه في سلك التدريس في فترة صعبة جدا وهي بداية السبعينات ( ٧٢م ) ، وفي هذه الفترة كانت الروح الوطنية حينها عالية جدا لدى كل أبناء الجنوب لحداثة نيل الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر ٦٧م ، ونيل شعب الجنوب استقلاله من الاستعمار البريطاني الذي ظل يرزح ( ١٢٩ ) عاما مستعمرا وممارسا للاضطهاد والظلم والعبودية .. !
    ومنذ الاستقلال حتى بداية السبعينات ومنتصفه كانت هذه الفترة بداية تشكيل الدولة الجنوبية الجديدة ، وهذا التشكيل الذي لم يحالفه النجاح للمشاكل السياسية التي ظهرت حينها ، الا ان الوضع حينها بحاجة الى خلق جيل متسلح بالعلم ، فكانت مسيرة الأستاذ عبدالله محفوفة بالروح الوطنية العالية في التدريس وفي تشجيع المواهب الصاعدة في المدارس التي عمل بها ، فقد كان كل اهتمامه في البحث عن المواهب ليأخذ بيدها ويعلمها اصول الابداع في الفن التشكيلي ..!
  • وبعد ان ظل الشعب الجنوبي بين الاضطهاد والعبودية والاستبداد والجهل ، فكانت مسألة الانخراط في سلك التدريس مسألة وطنية ونابعة من الوجدان ورافدا قويا لإخراج الجيل الجديد من الجهل والتخلف الى النور والأستاذ عبدالله واحدا من الأساتذة الذين ساهموا في تربية الجيل الجديد منذ عام ٧٢م .
  • تبقى أن نقول ان فترة وجوده في المجال التربوي ، قد سمحت له الانخراط في كل التشكيلات المهنية والسياسية التي كان يحبها وتشكلت من تلك الفترة وهي ( اتحاد الفنانين التشكيليين ، ونقابة الصحفيين اليمنيين ، وكذا التنظيمات السياسية وغيرها ) .
    ثانيا :
    # الجانب الاعلامي :
    في هذا الجانب وكما اسلفنا فقد كان الأستاذ عبدالله شغوفا ومحبا لهذا الجانب فقد سمحت له ان يكون موجودا أثناء تشكيل فرع نقابة الصحفيين اليمنيين محافظة أبين في بداية السبعينات ، واحد المؤسسين لنقابة الصحفيين الا انه لم يستلم البطاقة الصحفية ،
    رغم نشاطه الإعلامي المتعدد والمكثف منذ منتصف الثمانينات حتى وفاته .
    ونظرا للضوابط المنظمة للنقابة ، وشروط الانضمام بان يكون حامل البطاقة الصحفية موظفا في السلك الاعلامي ( المرئي والمكتوب والمسموع ) ( التلفاز ، الاذاعة ، والصحيفة ) ، وان يتقاضى معاشه الشهري من تلك المجالات ، حتى عام ٩٣م منحت له البطاقة المنتسبة لكونه يعمل في السلك التربوي .
    أما الاعلام الرياضي فقد كان الاستاذ احمد مهدي سالم مؤسس فرع اتحاد الاعلام الرياضي بالمحافظة يسعى لتأسيس الفرع في عام ١٩٩٢م فكان الاستاذ عبدالله البقيري من اوائل المنخرطين في الفرع ، وعاملا نشيطا فيه ، وله مواضيع رياضية وتغطيات اعلامية لمباريات كرة القدم التي كانت تقام في ملعب الشهداء بزنجبار بين فريق حسان ممثل المحافظة في دوري الدرجة الاولى في الجمهورية .
    أما الجانب الإعلامي الغنائي فقد كان مهتما في متابعة الفن الغنائي والشعراء والمطربين وآخر إسهاماته إعداد كتاب عن سيرة حياة الفنان فيصل علوي الفنية لازال الإعداد له ومتابعة الاصدار قيد المتابعة والاستكمال للطباعة مع الصحفي محمد الشحيري ، كما قام البقيري رحمه الله بإجراء العديد من اللقاءات الصحيفة مع الكثير من الفنانين والكتاب والأدباء والشعراء في ملحق فنون لصحيفة الجمهورية .
    ثالثا :
    # الجانب التشكيلي :
    احب الفن التشكيلي من المحيط الذي يعيش فيه مدينة شقرة ، حيث وجد جماليات أسرار البحر منذ عام ١٩٦٥م وعمره عشر سنوات ومنذ نعومة اظافرة من خلال الاساتذة بدر صالح شيخ والشهيد يوسف احمد عبدالله ، فكانت بدايته من مشاهدة البحر ومنظر الصيادين وهم يجلبون الاسماك من اعماق البحر عبر قواربهم ويحملون الاسماك على ظهورهم ( بالمعراص) الى السوق لبيعه ، الا ان المنظر العام لهذه الطبيعة قد ارتسخ في مخيلته ومن الاشياء الاخرى في حياة المدينة الساحلية شقرة. .
  • وعندما تكون الفرص المتاحة ضئيلة للعمل في هذا الجانب ، يزداد الجهل بالفن التشكيلي ، مع ضحالة ماينشر حوله ..؟!
  • على هذا الاساس فان الفن التشكيلي في محافظة أبين موجود بوجود المبدعين ، ولكنهم اليوم مختفيين ولاتبرز لهم اعمال عدا الاعمال التجارية المطلوبة في المناسبات الوطنية وبعض الاعمال التي تزين المحافظة من نحت ورسم وكتابة يافطات مناسباتية ، ولعدم قدرت الفنانين على المواصلة في هذا الجانب ، نتيجه عدم الاهتمام من الدولة والسلطة ومكاتب الثقافة ، علما ان المحافظ الحالي أبوبكر حسين سالم قد طلب مني استدعاء عدد من الرسامين في خنفر وزنجبار وتم الجلوس معهم ومناقشة آلية عمل فني للمحافظة لكن دون تنفيذ فقط لمجرد المنظرة والبهرجة ، ليس ذلك فحسب بل تم الجلوس مع المحافظ ابوبكر بطريقة شخصية لعرض عليه تنفيذ اعمال فنية تزين المحافظة ، وقمنا بالبدء بالعمل الان ان العمل الفني لم يستمر العمل نتيجة لبعض
    المشاكل والعقبات التي واجهته
    وحتى لايزداد الجهل بالفن التشكيلي فقد بحثنا في ركام المحتفظين بتلك الاسرار مع الاستاذ عبدالله الله يرحمه وهو احد المواهب المتعددة ومختفي ومحتفظ بأسراره لننبشها الآن حتى يعرف القاصي والداني اننا في بلاد مليئة بالتاريخ والتراث والمواهب والقدرات والكفاءات ، لكن لم نجد ونشهد اي اهتمام او دعم او توثيق على الاقل ..؟!

يقول الدكتور محمود البسيوني مؤلف كتاب اسرار الفن ولأني كنت قريب من المرحوم عبدالله البقيري فقد عملت معه لقاء صحفي عن مشواره الفني كفنان تشكيلي في المحافظة ، فقد كان يرى ( الفن التشكيلي في محافظة أبين غائب مع غياب السلطة التي تجهل الفن والابداع الذي يعكس الرؤية الجمالية لأبين ، بالرغم من الاشياء الجميلة التي تحققت الا انها بعيدة عن التعبير الفني ، لانه يشكل رابط كبير في حياة الناس) ، وقال عن الفن التشكيلي ودوره وعلاقته بالفنانين التشكيليين : ( هناك فنانون تشكيليون كثيرون منهم المرحوم ابو عطيف وهو نحات ومثال وعمل مع هذا الفن مالم يعمله اي فنان ، وتوفى واعماله مرميه في المزارع وبجانب منزله ، وكذلك الاستاذ سالم علي سالم ابو ساليزا خطاط ورسام ومثال ، والأستاذ محمد صالح الشحيري ، ومحمد شيخ وحسن السيد وصالح علي احمد واشيد الحافرة وسعيد فاضل وفيصل عبيد القطيبي ( رحمه الله ) وفضل العقيلي ، والموهبة الواعدة بسام محمد مهدي الحروري فهو اعلامي وشاعر وقاص وناقد ومتذوق للموسيقى ورسام تشكيلي وكاريكاتوري وخطاط وصحفي ومدرب في مجال صياغة الخبر وكذا القصة ، فهو متعدد المواهب يسعى جاهدا بالبقاء لارتباطه بالابداع والتألق ، نال مؤخرا الفوز بالجائزة الدولية في مسابقة الشعر التي نظمها الملتقى الدولي للآداب والفنون بالمملكة المغربية ، والحديث عنه طويل وهو وغيره من المبدعين في أبين المكلومة بثقافة الجهل الدائر فيها اليوم .. وكثيرون من امثال الحروري والأستاذ عبدالله الذي قال الحمد لله علاقته بكل الفنانين جيدة ، فمنهم الأخ ومنهم الصديق ومنهم التلميذ والإبن ، ودورهم وصل الى مرحلة اليأس وتوقف البعض منهم والبعض الاخر يمارس الفن في منزله ، ولكن دون فائدة دون كيان يحرك هذا الفن ..!! ) .

الأستاذ عبدالله البقيري وجد من الفن متنفسا ، ليمارس ويعكس ابداعاته الفنية في لوحاته التشكيلية التي جسدت وعكست مناظر الطبيعة الساحلية وحياة الصيادين في شقرة ، فعمل أول معرض تشكيلي في معهد( دار المعلمين ) بزنجبار عام ١٩٨٢م ، ثم شارك بالمعرض التشكيلي الذي اقيم بساحة الشهداء ، اشترك فيه كافة مبدعي المحافظة عام ١٩٨٤م ، بعمل لوحات جماعية في الساحة وفي الطرقات حتى نقطة العلم جسدت التنمية والعمل المشترك التي كان يديرها المحافظ محمد علي أحمد حينها ، وانتعاش المحافظة بالمتنفس السياحي ساحة الشهداء والملعب الرياضي الدولي بزنجبار .

شارك في العديد من المعارض التشكيلية في أبين وخارجها منها المعرض الفني بصنعاء بمناسبة ( صنعاء عاصمة الثقافة العربية عام ٢٠٠٥م ، وشارك في المعرض الفني الأول للخيل العربي عام ٢٠٠٦م ، الذي أشرفت عليه الشيخة هندية محمد بن ناجي الشائف ، ومشاركة أخرى بصنعاء في معرض تكريم الوزير خالد الرويشان للفترة التي قضاها وزيرا للثقافة خلال العام نفسه ٢٠٠٦م .

اقام العديد من المعارض الفنية التي تقام في المدارس بمناسبة انتهاء العام الدراسي .

عمل على تعليم وتدريس العديد من التلاميذ اصول الفن التشكيلي في المدارس التي كان يعمل بها .

المشاركة في العديد من الفعاليات التي كانت تقام بالمحافظة من خط اليافطات في بعض المناسبات الوطنية والسياسية .

شاركنا معا كمشرفين في رسم ثمان لوحات تشكيلية كبيرة متحركة عام ٢٠٠٠م وعدد من الرسامين بمناسبة العيد العاشر للوحدة اليمنية ، بملعب الشهداء ، وهي لوحات كبيرة جدا بطول ٤٠٠ متر متحركة في مدرجات الملعب يحملها ٤٠٠ طالب ، وكان للمرحوم عبدالله البقيري لوحتين من الثمان اللوحات كفكرة وتنفيذ .

وللمرحوم عبدالله البقيري أمنية كان يريد تحقيقها وهو حيا ان يتم تشكيل اتحاد الفنانين التشكيليين بمحافظة أبين والاهتمام بالفن التشكيلي وعكس لوحات المبدعين في تزيين شوارع المحافظة بالنحت والرسم .

له حضور دائم في مقر اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين محافظة أبين ، كما أشار في كتاب الفنان فيصل علوي بالشكر لبعض الاخوة في اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين محافظة أبين على مساعدتهم له في المراجعة والتصحيح لبعض الكتابات الفنية عن الفنان الكبير فيصل علوي الله يرحمه .

أبين

Comments are closed.