اتحاد أدباء الجنوب يُعزي في وفاة العالم والمفكر العربي د.أبوبكر السقاف ويعتبر رحيله “خسارة الأمة مشعلاً تنويرياً”
العاصمة الجنوبية عدن / خاص:
أصدرت الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب مساء اليوم الثلاثاء بيان نعي في وفاة العالم والمفكر العربي الكبير الدكتور أبوبكر عبدالرحمن السقاف الذي وافاه الأجل مساء اليوم الثلاثاء في مدينة موسكو عاصمة جمهورية روسيا الاتحادية، عن عمر يناهز الـ(٨٨) عاماً.
وجاء في نص التعزية:
“ببالغ الأسى والحزن ، تنعي الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب ، إلى الأمة العربية والإسلامية ، وفاة العالم و المفكر العربي الكبير الدكتور أبوبكر عبدالرحمن السقاف الذي وافاه الأجل يومنا هذا الثلاثاء الموافق ١٣/١٢/٢٠٢٢ في منفاه في مدينة موسكو عاصمة جمهورية روسيا الاتحادية ، عن عمر يناهز ال (٨٨) عاماً .
لقد خسرت الأمة ، بوفاة الدكتور أبوبكر السقاف ، مشعلاً تنويرياً أضاء واشتعل فكراً وإنساناً وثائراً ضد استبداد القوى الظلامية المتطرفة ، وقد تعرض للتنكيل والسجن والتعذيب بسبب مواقفه الفكرية ونشاطه السياسي والاجتماعي والأكاديمي وبسبب بحثه الدؤوب في القضايا الفكرية والاجتماعية والسياسية وأطروحاته الجريئة التي اتسمت بالمقاومة المستديمة للفكر السياسي والديني المتطرف .
والدكتور أبوبكر السقاف من أبناء محافظة لحج منطقة الوهط، وكانت ولادته في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي ، وقد كان شغوفاً بالتعلم والقراءة والإطلاع منذ نعومة أظافره ؛ ونظراً لنبوغه الفكري المبكر ، تم بعثه إلى جمهورية مصر العربية للدراسة وكان مهتماً بمطالعة كتب الفكر والفلسفة وعلم الاجتماع .تخصص الدكتور أبوبكر السقاف في الفلسفة وقد تحصل على درجة الماجستير والدكتوراه في الفلسفة في أشهر الجامعات الروسية ، ثم عاد للوطن وتم تعيينه أستاذاً في جامعة صنعاء ويعد من مؤسسي قسم الفلسفة في كلية الآداب ، إلا إنه تعرض للتنكيل من قبل السلطة حينها بسبب أفكاره التقدمية المصادمة للفكر السياسي المتطرف والداعية إلى الحرية والعدالة الاجتماعية.
لم يكن الدكتور أبوبكر السقاف أستاذاً أكاديمياً وحسب، بل كان مفكراً ومنتجاً للفكر والثقافة وعالماً وسياسياً مناهضاً للفكر السياسي والديني المتطرف ومناضلاً صلباً اتخذ من خبراته العلمية والمعرفية أداةً وسلاحاً لمواجهة الطيش السياسي ومقاومة الفكر الظلامي المستبد بالأمة ، وقد تعرض للتنكيل بسبب مواقفه النضالية والفكرية والأكاديمية ، ولم ينهزم يوماً أمام تلك القوى الظلامية المتطرفة ، وقد وضع أثره وفكره في الأجيال وتحولت إلى سلاح مقاوم يتسلح به الجيل والفكر المعاصر حتى يومنا هذا .
وبعد إعلان الوحدة بين الجنوب والشمال وانحراف مسارها والنكث بالاتفاق من نظام صنعاء وشنه الحرب على الجنوب في عام ١٩٩٤م التي انتهت بإزاحة الشريك الجنوبي وتحول صيغة الوحدة السلمية إلى صيغة الضم والإلحاق للجنوب بالقوة العسكرية ، انبرى الدكتور السقاف للدفاع عن الجنوب ، وكان أول مفكر وكاتب أطلق على وضع الجنوب بعد حرب ١٩٩٤م بالاحتلال من قبل الشمال وأنه وضع غير شرعي وناسف لما عرف باتفاق ومعاهدة الوحدة اليمنية بين الشطرين ؛ وكان السقاف أول من دعا وصرخ وقاوم بالكلمة ضد نظام صنعاء وما اقترفه في حق الجنوب من عبث وتدمير بعد حرب صيف ١٩٩٤م ، وبوقت مبكر ، تحديداً ، في مطلع سنة ١٩٩٥م انبرى الدكتور السقاف إلى الكتابة في صحيفة الأيام بشكل أسبوعي حول حرب الشمال على الجنوب وتعطيل صيغة الوحدة السلمية بالحرب ، وما حدث ويحدث من تدمير مريع للبنية التحتية للجنوب وتحويله من شريك سياسي إلى ملحق وفرع . وقد كان لكتاباته تلك سبقاً نضالياً في تثوير الشعب الجنوبي واندلاع الثورة الجنوبية السلمية المطالبة بفك الارتباط بين الشمال والجنوب واستعادة الدولة الجنوبية .
ومن أشهر مؤلفات السقاف : كتاب (كتابات و دراسات فكرية وأدبية ) وكتاب:( الجمهورية بين السلطنة والقبيلة ) وكتاب 🙁 دفاعاً عن الحرية والإنسان). وقد تفردت أطروحاته فيها بالطرح الجريء والمقاوم والفكر الجدلي والفلسفي الذي يضع الحقيقة دون خوف ، و يدعو إلى تحرير الإنسان والأمة ومقاومة الفكر الظلامي الرجعي .
والأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب ، وهي تنعي للأمة العربية وفاة الدكتور السقاف ، هذه الهامة الفكرية العربية _ تتضرع بالدعاء له بأن يسكنه الله الجنة مع الصديقين ويجعل قبره روضةً من رياض الجنة ، وأن يلهمنا وذويه الصبر والسلوان ،إنا لله و إنا إليه راجعون .
*صادر عن الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب
المكتب الرئيس / العاصمة الجنوبية عدن .
Comments are closed.